Monday, September 9, 2024
Arabic Wave of Prayer, 9th-13th of September, 2024
صلاة السبيل
في الأسبوع الماضي، ارتقت الشابة الأمريكية ايسينور ازجي ايجي على أرض فلسطين بعد أن أصيبت برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي. وكانت الطالبة الشهيدة أيسينور إزجي إيجي، البالغة من العمر 26 عاماً، ناشطة من أجل حقوق الشعب الفلسطيني، وكانت قد جاءت من الولايات المتحدة إلى فلسطين قبل ثلاثة أيام من الحادث المؤلم لمناصرة المزارعين الفلسطينيين. اعتدى الاحتلال عليها دون حساب مثلما فعل بناشطة السلام الأمريكية الشهيدة راشيل كوري عام 2003، التي كانت تشارك كدرع بشريّ في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين حين دهستها جرافة اسرائيلية. ونشر أهل ايسينور بياناً جاء فيه: "على غرار شجرة الزيتون التي كانت ترقد تحتها حيث التقطت أنفاسها الأخيرة، كانت أيسينور إنسانة قوية وجميلة ومفعمة بالعطاء [...]. لا نكتفي بتحقيق إسرائيلي. ندعو بايدن وهاريس وبلينكن إلى إجراء تحقيق مستقل. "
اللهمّ كليّ الرحمة. تصيبنا لوعة الحزن العميق على ايسينور وغيرها من الشهداء. سئمنا من اعتداءات وانتهاكات حقوق الانسان التي نشهدها يوماً بعد آخر، وسياسات التضليل وتكميم الأفواه التي يمارسها الاحتلال وأعوانه. نفكر بمسيرة اسينور وأهلها. الهمهم الصبر وخفّف عنهم. في القلب أيضاً راشيل كوري، وآرون بوشنيل، وشيرين أبو عقلة، وآلاف الشهداء الآخرين، الذين تحدّوا جبروت الاحتلال، ووقفوا في وجه الطغيان وناصروا العدالة شامخين ومتجذرين كشجر الزيتون. كن مع أرواحهم الطاهرة يا رب. إلى متى يا رب؟ إلى متى يواصل أباطرة عصرنا التواطؤ مع الاحتلال وممارسة البطش والاستبداد بحق المظلومين ومناصريهم؟. أيها الروح القدّوس، دعنا متيقظين إلى الظلم، ومتنبهين إلى ما يدور حولنا. دعنا نحاسب الجناة بضمير حيّ على خطى الكتاب المقدس. نتذكر الكلمات المرددة حين قتل هابيل أخاه قابيل: "مَاذَا فَعَلْتَ؟ صَوْتُ دَمِ أَخِيكَ صَارِخٌ إِلَيَّ مِنَ الأَرْضِ." (تكوين 4: 10). ليصغي العالم إلى صرخات المظلومين، ويوقف هذا البطش فوراً، مسترشداً بعدلك ومحبتك ورحمتك.
يواصل الاحتلال اقتحام مدن وبلدات في الضفة الغربية، بما في ذلك تدمير أجزاء من البنية التحتية في نابلس وجنين وطولكرم. وأخذ الاحتلال يعتبر الضفة الغربية باعتبارها جبهة حرب أخرى بعد قطاع غزة وجنوب لبنان، وتحديداً منطقة جنين التي يمارس فيها جرائم فظيعة تفوق التصوّر، من توزيع مركبات مدرّعة وجرّافات، إلى إطلاق رصاص حيّ على السكّان من قبل قناصة مدرّبين، إلى قصف بطائرات بدون طيار مصممة لتدمير تجمعات سكنية فلسطينية. تمخض عن ذلك ارتقاء ما لا يقل عن 33 مدنياً فلسطينياً (بما في ذلك أطفال صغار) على أيدي قناصة إسرائيليين وطائرات بدون طيار، وتدمير 70٪ من الشوارع والبنية التحتية. ويشير عدة مصادر إلى أن جنين أخذت تصبح غير صالحة للسكن، وأخذت تشهد سيناريو مؤلم على غرار قطاع غزة حين تم قطع مختلف الخدمات الأساسية ومستلزمات الحياة مثل المياه والكهرباء عن السكان. وتشهد مناطق وسط الضفة الغربية في رام الله وبيت لحم غارات عنيفة من قبل جيش الاحتلال.
اللهم كليّ الرحمة. جاوز الظالمون المدى. إلى متى يتكبّد شعبنا هذه الانتهاكات والخسائر؟ نرى شعبنا يصرخ ألماً، ويتضور جوعاً، ويستغيث أمام المخاطر المحدقة به من كل صوب وحدب، ويولول ألماً من جراحه الجسدية والنفسية. شعبنا يشهد شظايا التدمير ووابل الرصاص ويدفن الشهداء المحببين، ويمرّ من التهجير القسري وسياسات التطهير العرقي الظالمة. امنحنا القوة والثبات لمقاومة الاضطهاد بكرامة شجر الزيتون، والعمل من أجل السلام العادل والشامل. دع القانون الدولي يأخذ مجراه، ويتم تنفيذ مواثيق حقوق الإنسان للجميع دون تمييز. كن يا رب مع جنين وغيرها. ألهمنا القوة والصّبر وعوّضنا.
في الأسبوع الماضي، سلّط تقرير مشترك من قبل جمعية نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى والمحررين الضوء على تفشي عدوى داء "الجرب" على نطاق واسع بين الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وتحديداً في النقب ومجدو ونفحة ورامون. وعزا هذا التفشي إلى الإجراءات الانتقامية التي فرضتها إدارات السجون على السجناء والمعتقلين عقب أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر. ومن بين المتضررين أطفال سجناء في سجن مجدو. وتم الابلاغ عن حرمان السجناء المصابين من التعقيم اللازم، وتقييد حصولهم على المياه، وسوء التهوية، والنقل المتعمّد للسجناء المصابين من قسم إلى آخر، مما سيسرّع من انتشار العدوى بين السجناء.
إيها المحرّر القدوس. قلوبنا مع كافة الأسرى والمعتقلين وذويهم. نفكر أيضاً بكافة المحرّرين الذين يعانون من صدمات نفسية وجسدية إثر الاعتقال. نردد كلمات المزامير: « لأَنَّ الرَّبَّ سَامِعٌ لِلْمَسَاكِينِ وَلاَ يَحْتَقِرُ أَسْرَاهُ.». (مزمور 69: 33). خلّص إخوتنا وأخواتنا الأسرى والأسيرات في السجون الإسرائيلية من هذا الكرب. كن مع كل مريض وكل من يخضع للتعذيب ويعاني من تبعات الظروف القاسية في المعتقلات. نطلب من روحك القدس أن يعزيهم ويكون معهم حتى ساعة تحريرهم ويعجّل من الافراج عنهم. خلّصنا يا رب وامنح الصبر لذويهم.
في الأسبوع الماضي، ذكرت يوروميد أن 10% من إجمالي سكان غزة، أو ما يقرب من120.000 شخص، قتلوا أو أصيبوا أو اختطفوا أو اختفوا على يد الاحتلال. ومن الوارد أن هذا الرقم أكثر بكثير لصعوبة إحصاء الضحايا، حيث قدّرت مصادر أخرى مثل مجلة "لانسيت" الطبية البريطانية عدد القتلى بما لا يقل عن 186.000. علاوة على ذلك، كشف مسؤولون في قطاع غزة أن أكثر من 70٪ من الشهداء الفلسطينيين كانوا من النساء والأطفال.
يا خالق الحياة. نعاني من كابوس الجرائم اليومية في قطاع غزة. نفكر بالشهداء الذين حُرموا من كرامة الدفن اللائق، وبالأرواح التي لا حصر لها التي تحولت إلى مجرد إحصائيات. قلوبنا مع كل من يعاني من حرمان الطعام والشراب والمسكن والمال والأمان والرعاية الطبية ومن يفتقد أحباءه. نفكر بكل من يشعر بأنه عالق بخوف في غزة أمام مصير مجهول وروائح الجثث والضحايا. نفكر أيضاً بكل من تهجر خارج غزة ويفتقد منزله ولا يعلم متى سيعود. كن يا رب معهم. نؤمن أنك تحتضن كافة الشهداء في عنايتك الرحيمة. دعنا نخلّد أسماءهم وقصصهم وإنسانيتهم. دعنا جميعاً نقاوم الظلم يداً بيد مع أحرار العالم. أيها الروح القدوس... خلصناَ.
في الأسبوع الماضي، ومع عودة عام دراسي جديد حول العالم، يقدّر عدد طلاب قطاع غزة الغائبين عن مدارسهم بحوالي 625.000 طالب وطالبة. هذا بالإضافة إلى فقدان سنة دراسية كاملة منذ تشرين الأول/أكتوبر نتيجة للأحداث الجارية. هذا ويواجه الطلبة الفلسطينيون الآن مخاطر أن تفوتهم سنة إضافية أخرى أو غياب فرص الدارسة والتعلّم نتيجة للظروف المأساوية. ومنذ أحداث طوفان الأقصى، ارتقى أكثر من10.000 طالب وطالبة نتيجة لاعتداءات سلطات الاحتلال وجرائمهم في قطاع غزة، بالإضافة إلى أكثر من 400 مدرساً وموظفاً. وتم تدمير أكثر من 85٪ من منشآت المباني المدرسية، بحيث تضررت أو أصيبت بشكل مباشر. كذلك تم قصف أو تدمير كافة جامعات غزة الـ 12.
أيها المعلم العظيم. اسبح مراحمك على كافة الأطفال الذين لا يستطيعون الذهاب إلى المدرسة، وعلى المعلمين الذين فقدوا طلابًا ولا يمكنهم التدريس بسبب الإبادة الجماعية والمرض والدمار والظروف المستعصية في البلاد. كن معنا يا رب في مساعينا للصمود في وجه محاولات الاجتثاث والتطهير العرقي. بارك كافة الأطفال والمبادرات الشبابية والاجتماعية في العيش والتفكير والابتكار، ولو بأبسط الطرق. دعهم لا يفقدون حب التعلم والمثابرة والابداع. علمنا الفرح والثبات والصمود حتى في أحلك الأوقات. خذنا يا رب إلى بئر الأمان وخلصنا من هذا الكابوس الذي نحياه يوماً بعد آخر، وبشكل متزايد. باركنا يا رب وامنحنا واقعاً بديلاً.
أعلنت دولة إسبانيا الأسبوع المادي عن تنظيم القمة الإسبانية الفلسطينية الأولى، بالإضافة إلى إعلانها الحكومي بمواصلة دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والضغط على نتنياهو في المحكمة الجنائية الدولية. وقد اعترفت إسبانيا رسميا بدولة فلسطين في الربيع الماضي.
اللهمّ كليّ العدل والرحمة. نشكرك على كافة الأمم التي تقول كلمة الحق وتناصر المظلومين وتصغي إلى استغاثت شعبنا. كن مع كل إنسان يبادر بالحراك من أجل العدالة ولو بأبسط الطرق. متى يا رب تتم محاسبة الظالمين وإحلال العدالة والسلام العادل والشامل؟. دع مختلف المبادرات تثمر بحلول طويلة الأمد، بحيث يحل الحق والأمان والحرية والمساواة، وينتهي الاحتلال والعنف ونظام التطهير العرقي فنعيش بأمان وسلام. حرّك قلوب جميع القادة والأمم وأنر بصائرهم لمحاسبة الجناة وإيقاف هذه المعاناة بشكل شامل ودائم.
ننضم إلى مجلس الكنائس العالمي في الصلاة من أجل بلديّ غانا ونيجيريا..
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment