صلاة السبيل
٢٤ – ٢٨ حزيران/يونيو٢٠٢٤
١
أعرب المجتمع الدولي، في الأشهر القليلة الماضية، عن قلقه بشأن سيناريوهات احتمال انهيار
السلطة الفلسطينية في غضون بضعة أشهر. تتضافر عدة عوامل في هذا الاتجاه، مثل الأزمة
المالية التي تعاني منها السلطة الفلسطينية، وتراجع شعبية السلطة الفلسطينية، وتعذر
وصول قرابة نصف مليون فلسطيني في الضفة الغربية إلى مكان عملهم في إسرائيل منذ السابع
من أكتوبر. علاوة على ذلك، اجتمع أعضاء مجلس الأمن القومي الاسرائيلي في ١٧ حزيران/يونيو
لمناقشة زيادة التوسع الاستيطاني وفرض العقوبات على السلطة الفلسطينية بسبب نشاطها
وحراكها من أجل حقوق الشعب الفلسطيني في الأمم المتحدة، وفي المحكمتين الدوليتين في
لاهاي.
• أيها الخالق الأزلي، نشهد ظروفاً عاصفة
وضبابية، دون القدرة على استشراف رؤية واضحة تبشر بمستقبل افضل. نشعر بالخوف والقلق.
أعطنا ألا نرضخ أمام القوى المتجبرة أو اليأس أمام منطق المجريات الحالية ونتسلّح بدلاً
من ذلك بالإيمان والشجاعة والرؤية الواثقة بقدرتك اللامحدودة. ومع صاحب المزامير
نصلي « فِي يَوْمِ خَوْفِي، أَنَا عَلَيْكَ أَتَّكِلُ.» (مزمور 56:3). أعضدنا برحمتك يا رب.
٢
منذ الغزو الإسرائيلي لرفح، زادت القيود على إمكانية
الحصول على الغذاء والإغاثة الإنسانية في غزة، وزادت مخاطر المجاعة وسوء التغذية الذي
يواجهه أهالي غزة الواقعون تحت ظروف قاسية للغاية وأوضاعهم المريرة تزداد سوءًا يوماً
بعد آخر. تشير التقديرات الأخيرة إلى أن 3500 طفل معرضين لمخاطر الموت بسبب سوء التغذية.
علاوة على ذلك، أعربت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى إن نقل البضائع من الرصيف
الأمريكي العائم قبالة سكان غزة لا يزال معلقًا بسبب التوغل العسكري الإسرائيلي لتلك
المنطقة بسبب عملية إنقاذ الرهائن التي حدثت قبل ذلك بأسابيع.
• إلهي، إلهي، لماذا نشعر أننا وحدنا؟
أين أنت وسط سياسات المجاعة الكارثية التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين المتضورين
جوعاً؟ هل ترى ما يحدث لنا؟ يا رب، "أَلَكَ عَيْنَا بَشَرٍ، أَمْ كَنَظَرِ الإِنْسَانِ
تَنْظُرُ؟" (ايوب 10: 4). وسط جزعنا ورثائنا اليوميّ، نستغيث بك يا رب ونتضرع
إليك ونسألك أن ترفع عن شعبنا المظلوم هذا البلاء، وتبعد عنا أولئك الذين يعتدون
علينا بهتاناً وزوراً، ويفترون علينا بالخداع والأباطيل. ثبّت إيماننا يا رب. أعطنا
أن نرى وجهك القدّوس ونشارك في محبتك المفعمة بالثورة والرحمة والحق والعطاء.
٣
نشط مركز السبيل، خلال الأشهر القليلة الماضية، في
مجموعة متنوعة من المبادرات، على الرغم من الظروف والتحديات المحيطة، وواقع العنف الشديد
والمعاناة والخوف. تشمل هذه الجهود المستمرة استضافة ندوات عبر الإنترنت استعداداً
للمؤتمر القادم، وقيادة وفود في مختلف أنحاء فلسطين، وعقد صلوات أسبوعية أيام الخميس
عبر الإنترنت وعقد اجتماعات مبادرة "قومي"، والمشاركة في مسيرات، وإجراء
دراسات الكتاب المقدس للنساء، والعمل على برنامج التأمين الصحي والمناهج المدرسية في
الضفة الغربية.
• اللهم القدوس. نعاني من ظروف عصيبة. من لنا سواك؟ نؤمن أنك مع
شعبنا وترعانا برحمتك أمام ظروفنا القاسية والمستعصية. نحن شاكرون لكل موظف ومتطوع
في مركز للسبيل وكل من يشارك في نشاطاتنا ويخدم رسالة لاهوت التحرير الفلسطيني. امنحنا
الحكمة يا رب وساعدنا يا رب على الاستمرار في النمو والتطور على الرغم من ظروف
بلادنا، وخدمة كل مظلوم عبر نشر رسالة محبتك ومجدك ونعمتك.
٤
في الأسبوع الماضي، أصدر الأمين العام لحركة حزب
الله، السيد حسن نصر الله، تحذيرًا لإسرائيل، مهددًا إياها بتصعيد الحرب والرد بلا
حدود في حالة شن إسرائيل لهجوم على لبنان. وتأتي تصريحات نصر الله وسط تصاعد التوتر
على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية بعد أن كرر مسؤولون إسرائيليون أن البلاد مستعدة
لحرب شاملة.
• اللهم القدوس. نحن على يقين أنه يمكن تفادي التصعيد الإقليمي بوقف
فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة. يا رب، تدخل وأوقف كل خطط الحرب. ساعدنا لنكون
صانعي عدل وتحرير وسلام محلي وإقليمي ودولي.
٥
في ٢٦ يونيو، تعقد الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في
الأردن والأراضي المقدسة مؤتمرها السنوي الرابع، والذي يركز على موضع العدالة الجندرية
من منظور وطني وديني. ويحمل المؤتمر هذا العام عنوان «الحرية والإصلاح» الذي يهدف إلى
تعزيز وتنويع مشاركة الشابات وإدراج أصواتهنّ في مناصب صنع القرار.
• اللهم القدير أنت الذي تشملنا برحمتك. نؤمن أن مختلف قوى القهر متشابكة،
وأننا نحتاج إلى تضافر وتشابك الجهود لخلق نظام أكثر عدالة على عدة أصعدة. يا رب، ساعدنا
في الكفاح من أجل مبادئ العدالة من خلال النضال ضد النظام الأبوي الذكوري الذي يعزز
انتهاك حقوق المرأة، والتمييز ضدها والنظر إليها بشكل دوني. نشكرك على جهود الكنيسة
الانجيلية في النهوض بحقوق المرأة، ونطلب منك أن تبارك جميع المشاركين والمتحدثين والمنظمين.
٦
في الأسبوع الماضي، أصدر عدد من علماء اللاهوت والقادة
الدينيين من جميع أنحاء العالم رسالة بعنوان «نداء غزة: رسالة مفتوحة إلى القادة المسيحيين
والكنائس واللاهوتيين في الغرب». تعبّر هذه الرسالة عن حزنها على صمت الكنيسة فيما
يتعلق بالمأساة الانسانية في قطاع غزة، وتحث القادة المسيحيون والكنيسة الغربية وعلماء
اللاهوت على الحراك في هذا المضمار.
• أيها المسيح المتجسّد الحيّ. نشكرك على بعض الأصوات التي أقدمت على
الحراك على الصعيد الدولي. إنا نشكرها من منظورنا المسيحي لأنها تسعى إلى البر والحق.
أرشدنا لمعرفة متى ننفض الغبار عن أقدامنا، ومتى نزرع بذور المحبة الثورية. امنحنا
يا رب التواضع في مختلف مبادراتنا وعملنا، كي لا نقع فريسة للتكبّر والتمحور على الذات.
أعطنا أن نعطي بمحبة كما علمتنا.
• ننضم إلى مجلس الكنائس العالمي في صلاتهم من أجل بلدي كينيا وتنزانيا.
No comments:
Post a Comment