صلاة السبيل
٨/١١/٢٠٢٣
١
مر الآن أكثر من شهر منذ بداية أحداث طوفان
الأقصى. الاحتلال يقصف وآلاف الشهداء يسقطون. نشعر أننا في نفق مؤلم يفوق الوصف.
تُرتكب المجازر بحق أبناء شعبنا، وخاصة الأطفال والنساء. تمارس أقصى أنواع العقاب
الجماعي بحق شعبنا الذي يعاني تصعيداً غير مسبوق. يحرمون الناس من الطعام
والكهرباء والماء. تم القصف المأساوي لمخيم جباليا للاجئين في مشهد مريع. ما زال
هناك ألاف المفقودين، بما في ذلك أكثر من 1200 طفل مفقود تحت الأنقاض، إلى جانب 22000 جريح، وانهيار
كافة البنى التحتية وعشرات الآلاف من الجرحى والمصابين واللذين يعانون من صدمات
نفسية.
أيها القدوس الحي. نؤمن أنك معنا تحت الأنقاض، ومعنا ونحن نبكي على شهدائنا
وشعبنا المظلوم. نؤمن أنك تشعر بنا ونحن نسير في درب الآلام. تقودنا الأحداث
الجارية في غزة إلى نفس السؤال الذي طرحه النبي إرميا: «لمَاذَا كَانَ وَجَعِي
دَائِمًا وَجُرْحِي عَدِيمَ الشِّفَاءِ، يَأْبَى أَنْ يُشْفَى؟» (ارميا 15:18).
بينما تسقط الصواريخ والقذائف والفوسفور الأبيض من السماء على غزة، وتقتل الجميع
بشكل عشوائي. نؤمن أنك معنا يا رب،
تواسينا وتخفف أوجاعنا. أعطنا القوة والأمل بالرغم من كل شيء. أعطنا أن نستلهم بإيماننا الذي يعزينا بأن نور
القيامة قادم لا محالة. نشكرك على إيمان اهل غزة بأن الظلم سينتهي عاجلاً أم آجلاً.
٢
كثفت القوات الإسرائيلية غاراتها الليلية على
منازل الفلسطينيين وقراهم ومدنهم في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية. في
الضفة أكثر من 1800 اعتقال تعسفي. ويتعرض المحتجزون الفلسطينيون لمعاملة قاسية
وتعذيب في السجون الإسرائيلية. وعلاوة على ذلك، لا يزال هناك أكثر من 200 رهينة
إسرائيلي محتجزين في غزة، بعضهم من كبار السن والأطفال.
يا ملجأ المظلومين والمسجونين والمتألمين. نتذكر ليلة خميس الأسرار وصباح
الجمعة قبل القيامة. نؤمن أنك مع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين. خفف عنا يا رب
وعن أهاليهم القلقين ومع شعبنا ومع كل مناصري العدل والحق. مع أننا نبكي ونشعر
أحياناً أننا وحدنا في هذا الخندق المظلم. إن قضيتنا هي قضية حق. ساعدنا يا رب على
أن نقوي إيماننا وأن نرى شمس الحرية والعدالة.
٣
في ١ تشريم الثاني/ نوفمبر، احتفلت بعض
الكنائس المسيحية بـ «عيد جميع القديسين» حيث تم إحياء ذكرى قديسي وشهداء الكنيسة،
المعروفين وغير المعروفين. في اليوم التالي، يتم احياء ذكرى المؤمنين الذين فارقوا
الحياة.
اللهم الحيّ، من الأعماق نصرخ إليك. كن معنا. من أجل اسمك صبرنا يا رب.
صبرت أنفسنا في أقوالك. كن مع كافة أحبائنا المتوفين والشهداء وكل من فارق الحياة
وهو يدافع عن الحق. كن مع كل من يبكي حبيباً فارق الحياة، وخاصة من فقد أحد أفراد
أسرته. نؤمن أن الأطباء والصحفيين والمنقذين المتطوعين الذين سقطوا وهم يؤدون
رسالة عادلة في أحضان رحمتك.
٤
تشهد بلادنا عنفاً دامياً من قبل المستوطنين في
الأسابيع الأخيرة، ولا سيما في المجتمعات المحلية في المنطقة جيم. استشهد أكثر من
132 فلسطينيا في الضفة الغربية، وشُرّدت بعض التجمعات المحلية في المنطقة جيم بسبب
تزايد عنف المستوطنين. ووزع المستوطنون منشورات تحذر الفلسطينيين في الضفة الغربية
من نكبة قادمة. تظهر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لمعتقلين فلسطينيين
من الضفة الغربية وهم يتعرضون للتعذيب والسخرية والتنكيل من قبل الجنود
الإسرائيليين.
نلتجئ إلى رحمتك أيها الآب القدوس. إلى متى يواصل الاحتلال ظلمه
وتجبره وتعسفه على أبناء شعبنا؟ إلى متى يتعامل بغطرسة وينتهك حياتنا؟ إلى متى
يستهين الرأي العام العالمي بأرواح شعوبنا؟ إلى متى يفلت المجرمون من العقاب؟
يواسينا كتابنا المقدس. نعلم أنّ "الرَّبَّ يُجْرِي حُكْمًا لِلْمَسَاكِينِ
وَحَقًّا لِلْبَائِسِينَ." (مز 140: 12).
٥
العالم يبكي معنا. هذا ما اكتشفناه منذ أحداث طوفان
الأقصى. ما زال هناك من يحمل روح الانسانية في قلبه. جابت عواصم العالم مظاهرات ندر أن يسبق لها مثيل. مظاهرات تساند
شعبنا. دعا مئات الآلاف من المتظاهرين حول العالم إلى وقف إطلاق النار ومنح الشعب
الفلسطيني الحرية والعدالة، وإيصال دخول المساعدات الانسانية إلى قطاع غزة والتوقف
عن قصف المدنيين وحماية الرهائن.
اللهم القدوس. نشكرك على كل من رفع صوته داعياً إلى وقف إطلاق
النار ومنح شعبنا حقوقه. نشكرك على كل من تكلم وكتب وناشد وشارك ودعا وتبرع وقاطع
مطالباً بمنح الشعب الفلسطيني حقوقه الشرعية ومندداً بجرائم الاحتلال. ذلك أمر
عظيم يمنحنا بعض العزاء. متى يستيقظ ضمير صناع القرار ويصغي إلى صرخات أحرار
العالم؟
٦
في 31 تشرين الأول/أكتوبر، نظم مركز السبيل حلقة
دراسة للكتاب المقدس للسيدات، وذلك في رعية تراسنطة في بيت حنينا في القدس. يمنح
الكتاب المقدس مساحة وعزاء لكل امرأة تتألم بمشاركة ألمها والصلاة المشتركة في وسط
الظروف الصعبة والقلق على أبناء وبنات شعبنا ومصيرهم أمام سياسات التطهير العرقي.
يمنح التضامن والمساندة مساحة تساعدنا على الصمود والثبات.
أيها المسيح الحي. نتذكر أنك قلت: "حيثما يجتمع اثنان أو
ثلاثة باسمك، ستكون معهم". نشعر أنك معنا في صلواتنا وتساؤلاتنا. نؤمن أن
جذوة الايمان مشتعلة في قلوبنا حتى عندما نشعر أننا ربما فقدنا إيماننا. من لنا
سواك يا الله؟ امنحنا القدرة على مواصلة دربنا ومساندة بعضنا البعض والبقاء كأشجار
الزيتون الثابتة.
ننضم إلى مجلس الكنائس العالمي في صلاتهم من أجل جزر
أوقيانوسيا: ساموا الأمريكية، وجزر كوك، وفيجي، وبولينيزيا الفرنسية (ماوهي نوي)،
وكاناكي، وكيريباتي، وجزر مارشال، وميكرونيزيا، وناورو، ونيوي، وبالاو، وبابوا.
No comments:
Post a Comment