Monday, October 21, 2024
Arabic Wave of Prayer, 21st-24th of October, 2024
صلاة السبيل
24 تشرين الأول/أكتوبر 2024
١
في الأسبوع الماضي، نقلت مصادر إعلامية عن استشهاد رئيس حركة حماس يحيى السنوار التي أعلنت إسرائيل عن قتله بطائرة مسيّرة. وعبّرت سلطات الاحتلال عن نيتها بمواصلة الحرب على قطاع غزة. هذا وتعاني منطقة مخيم جباليا وغيرها من مناطق شمال غزة ومراكز النزوح لإبادة جماعية واسعة النطاق، حيث تم حرق آلاف المدنيين وهم أحياء، وتجويعهم، وقتلهم من خلال قناصة إسرائيليين وطائرات بدون طيار.
اللهمّ الرحيم. يؤلمنا استمرار الإبادة الجماعية بحق شعبنا في قطاع غزة. إننا نصلي مع المزامير متضرعين، " لأننا من أجلك نمات اليوم كله. قد حُسبنا مثل غنم للذبح" (مزمور 44: 22). نستغيث، يا يسوع، ونبحث عنك وسط الدمار والمعاناة، واستشهاد آلاف مؤلفة من شعبنا العزيز المكلوم في قطاع غزة بأساليب مؤلمة إلى أبعد الحدود. نؤمن أنك مع كل من يتضور جوعاً وعطشاً، ويُحرق ويباد. ونتأمل في كل ما تحمل سيدنا يسوع المسيح من مرارة الصّلب والتعذيب العطش، ونؤمن وأنّ نهاية درب الآلام هو نور القيامة والنّصر. نؤمن بأن روحك القدّوس يعزّينا ويرشدنا ويمنحنا الشجاعة ويخلصنا من المعاناة عاجلاً أم آجلاً. نتكّل عليك يا رب ونصلي من أجل كل شهيد وشهيدة وننظر إليهم كأنهم نجوم متلألئة في سماء قلوبنا، ومن أجل أهاليهم وكافة الجرحى والمصابين نصلي. خلصنا يا رب وحررنا من القمع. ومع المزامير نسبحك قائلين: "الرَبُّ قَرِيبٌ لِمَنْ يَدْعُوهْ. لَيْسَ بَعِيدًا كَمَا زَعَمُوْا. لَيْسَ غَرِيبًا عَنْ كُلِّ مَا قَاسُوهْ. فَهُوَ الذِيْ دَعَا جَمِيعَ المُتْعَبِيْن. لِيُرِيْحَهُمْ مِنْ حِمْلٍ ثَقِيل. لِيَمْسَح دَمْعَةً عَنْ كُلِّ قَلْبٍ حَزِيْن".
٢
في الأسبوع الماضي، أدت غارة إسرائيلية على مبنى تابع لمستشفى شهداء الأقصى في دير البلح إلى اشتعال النيران في خيمة تأوي عدداً من النازحين. استشهد على أثر ذلك أربعة أشخاص، من بينهم الشاب شعبان الدلو، طالب كلية هندسة البرمجيات الذي يبلغ من العمر 19 عامًا، بجوار والدته التي استشهدت أيضاً بعد أن أكلت النيران جسدهما. وكان شعبان مصاباً بجروح سابقة بعد أن نجا بأعجوبة من غارة جوية أخرى، وكان في حالة صحية حرجة حالت دون قدرته على الفرار. وأفاد متحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى، الدكتور خليل الدقران، لقناة الجزيرة بأن هذا الهجوم هو الأعنف من نوعه حتى الآن، حيث احترقت ما بين 40 و50 خيمة. وعقب أحمد الدلو، والد شعبان، بمرارة على المشهد الصادم الذي كاد أن يفقده عقله، وذلك بعد أن أنقذ اخوة شعبان ولكن النيران كانت اسرع من قدرته على إنقاذ شعبان وأم شعبان.
يا ربنا ومخلصنا يسوع المسيح. إنا نتأمل في دموع سيدتنا مريم العذراء عند الصليب. نبكي يا رب على شعبنا ونفكر بقلب مريم الموجوع. نفكر بكل أم ثكلى وأب رأى مشاهد استشهاد أبنائه أو بحث عنهم بين الأنقاض. ونردّد يا رب قائلين «كَلَّتْ مِنَ الدُّمُوعِ عَيْنَايَ. غَلَتْ أَحْشَائِي. (...) لأَجْلِ غَشَيَانِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ (...*» (مراثي 2 : 11). نبكي اليوم على شعبنا بمرارة. نبكي مع والد شعبان وغيره من الآباء، مردّدين ترنيمة الجمعة الحزينة لفيروز ونفكر بأمنا مريم العذراء ويسوع المصلوب وبشعبنا "وا حبيبي وا حبيبي أي حال أنت فيه. من رآك فشجاك. أنت أنت المفتدي. يا حبيبي أي ذنب حمّل العدل بنيه. فأزادوك جراحًا ليس فيها من شفاء".
٣
في الأسبوع الماضي، ذكرت الأمم المتحدة أن الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة يواجهون هجمات عنيفة متزايدة من قبل المستوطنين الإسرائيليين واعتداءات من قبل الجيش الإسرائيلي مع بدء موسم حصاد الزيتون السنوي. وتم توثيق 32 حالة اعتداء من قبل المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم في حالات حصاد الزيتون منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول. وأشار التقرير إلى حالات تدمير وتخريب وسرقة حوالي 600 شجرة زيتون من قبل المستوطنين. بالإضافة إلى ذلك، يستخدم الجيش سياسات عدوانية تستهدف المزارعين الفلسطينيين. من ذلك اطلاق النار على حنان عبد الرحمن أبو سلامة، وهي امرأة تبلغ 59 عاماً من العمر، استهدفها جندي بعشر رصاصات وهي تقطف حبات الزيتون المسالمة في قرية قرب جنين.
اللهمّ المُحِب. نستغيث من أجل العدالة والحرية والسلام. نؤمن أنك تهتم «حتى بالعصافير». ومع ذلك، نعاني يوماً بعد آخر، وتعاني الطبيعة حولنا، بما في ذلك أشجار الزيتون والأراضي والفلاحون والفلاحات الذين يعتنون بالأرض ومختلف الكائنات الحية. نتذكر يا رب أمثالك المتعلقة بالأرض. عزّز صمود المزارعين الفلسطينيين واحمِ أراضينا. نرنّم قائلين، ونفكّر أيضاً بكل من يعاني في لبنان وسوريا، على ألحان وديع الصافي "أرضي عم بتقاسي حاجتها حرام. يـــكفينا مآســـــــــــي وعود و كلام. طـــلاب المدارس واجراس الكـنائس. والجندي و الفارس وأصوات الآذان. كلهن عم يصلّوا تَيعمّ الســـــــــــــلام".
٤
في الأسبوع الماضي، مع تصاعد وتيرة التوتر في الشرق الأوسط، نشرت الولايات المتحدة نظام "ثاد" للدفاع الصاروخي وأرسلت حوالي 100 جندي أمريكي إلى إسرائيل. ومن المفارقة أن هذا التصعيد يحدث بشكل موازِ لتهديد إدارة بايدن بوقف المساعدات العسكرية لإسرائيل نتيجة لسياسة نتنياهو. بذلك نشهد ازدواجية الموقف الأمريكي وتواطأها مع الاحتلال. وسيعمل الجنود الأمريكيون من داخل القواعد العسكرية الإسرائيلية، مما يعكس المشاركة الأمريكية المباشرة في حرب الإبادة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني وجرائم الحرب في المنطقة.
يا سيدي الرحيم، نصلي بقلوب مثقلة بالأوجاع. إلى متى يشارك الجبابرة في درب الشّر بدلاً من السّلم والمصالحة والحق؟ شعبنا ينزف يوماً بعد يوم ويعاني من الويلات. من لنا سواك؟ هب لنجدتنا وخلصنا من النيران التي تلتهمنا. أسقط مرتكبي العنف والتدمير والمجازر من عروشهم. فأنت، أيها القدير، أقوى من أسلحة الدمار. تعين كافة المتكلين عليك، فلينتصر أنين الودعاء على طبول الحرب. نرنّم قائلين من وحي النبي يونان: "اسمع صراخي يا سيّدي. وإلى صلاتي امل أذنيك. ارحمني وامسك بيدي. فأنا في حاجة شديدة إليك. جازت من فوقي التيارات. وأغرقتني الضيقات. والعشب التف برأسي. والماء عبر إلى نفسي. صلى يونان من جوف الحوت. أصدرت أمرًا ألا يموت. من جوف الهاوية صرخ. وبالمراحم سمعت الصوت" (كلمات فريق الحياة الأفضل).
٥
تعد السيدة سو بارفيت، وهي قسيسة وصديقة قديمة مناصرة مركز السبيل، من أوائل النساء اللواتي تم نعيينهنّ في منصب الكهنوت، حيث رُسمت قبل 30 عامًا. تم إعلامها مؤخرًا أن تفويضها لحمل رسالتها لن يتم تجديدها بسبب نشاطها من أجل البيئة والمناخ. وأعدّ أصدقاؤها ومناصروها عريضة تطالب أسقف بريستول بإعادتها إلى مهمتها، بشكل يعبّر عن دعم حراكها من أجل البيئة، مطالبين الجهات المسؤولة بالتعامل مع هذه المسائل بقدر أكبر من الوعي. ويساند مركز السبيل القسيسة سو ويدعمها، داعياً متابعيه إلى توقيع العريضة.
اللهمّ المحب العادل. نصلّي من أجل أختنا القسيسة سو بارفيت، التي خدمتك بأمانة مدة عقود. نشكرك على شجاعتها وحراكها، والتزامها الثابت في قضايا الحق والعدل. كن معها يا رب. ثبّت صمودها وبارك مسيرتها. ساعدها على مواصلة حراكها من أجل قضايا البيئة والعدالة. نوّر عقول وقلوب المسؤولين، بما في ذلك أسقف بريستول، كي يتم الاتاحة للقسيسة سو بمزاولة مهامها.
٦
في الأسبوع الماضي، استضاف مركز السبيل وفدين من الخارج. وتنقل الوفدان المتضامنان في القدس الشرقية والضفة الغربية، وأصغيا إلى تجارب المجتمعات المحلية أمام الظروف الراهنة. وسيعود الوفدان هذا الأسبوع بعد أسبوع مؤثر وشهادات تدعو إلى تجديد عهد المناصرة.
اللهمّ القريب. نشكر الوفدين اللذين استضافهما مركز السبيل. نحن ممتنون أنهما نجحا في زيارتنا والاصغاء إلى تجاربنا ومشاركة واقعنا. كن معهم يا رب. ليرجعوا سالمين إلى ديارهم بقوة الروح القدس. كن مع كل من قاموا بزيارتنا. كن مع شعبنا في القدس والضفة الغربية الذين يعانون من ظروف اقتصادية عصيبة نتيجة للأحداث الراهنة، إضافة إلى القلق والحزن على ما يدور في قطاع غزة وسائر البلاد. يعزينا وجود من يصغي إلينا. لترتفع أصوات التضامن فتتسع وتقرع جدران العالم وتهزه داعية إلى العدالة الحقيقية. نرنّم قائلين " لَوْلا الحُبُّ ما كان القَلْبُ حَياً. لَوْلا الرّوحُ ما عَرَفْنا حُبَّ اللهْ. الروح يجمعنا... هلّلويا. الروح يجعلنا أبناء الله.".
وننضم إلى مجلس الكنائس العالمي في صلاتهم لبلدي كندا والولايات المتحدة الأمريكية.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment