Tuesday, October 8, 2024
Arabic Wave of Prayer, 7th-10th of October, 2024
صلاة السبيل
يصادف هذا الأسبوع الذكرى السنوية الأولى على أحداث طوفان الأقصى، وما لحقها من مجازر غير مسبوقة في المنطقة. أصبحنا في مفترق طرق واستمرت دوامة العنف بوتيرة أعلى. غادرنا آلاف الشهداء، وتألم آلاف الضحايا، ووصلت المعاناة إلى مستويات قصوى. بات الواقع مثل كابوس لم نكن لنتخيله. نراقب الاعتداءات يوماً بعد آخر، ونرى قادة العالم إما غير مكترثين أو متواطئين أو غير أكفاء في إيقاف هذه الانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان والقانون الدولي. نرى المنطقة تتجه أكثر فأكثر نحو حرب إقليمية واسعة النطاق. نواجه واقعاً مرعباً، من إراقة لدماء الأبرياء، ومطالب غير مستجابة بإطلاق النار وأزمة اقتصادية حادة تعصف بنا وأفق يتضاءل يوماً بعد يوم. أصبح نور السلام والاستقرار يخبو تدريجياً. مع ذلك فما أضيق العيش لولا شعلة الأمل.
اللهم الكريم. لا تدع شعلة الأمل تنطفئ من قلوبنا، حتى حينما تبدو كافة الآفاق مظلمة. انتشلنا برحمتك، وساعدنا على تخطي هذه الأزمات القاسية من عنف ودمار واستهداف وإبادة جماعية تُرتكب ضد شعبنا في الوطن والشتات، وضد كل مناصر لقضيتنا. خلصنا يا رب وثبّت صمودنا. دعنا واثقين بأن نهاية هذا النفق المؤلم هو نور الحرية والعدالة. دع العالم يصغي إلى صوت استغاثتنا دون أحكام عنصرية مسبقة، ويحرّر نفسه من الضلال والروايات الملفقة، وجبروت الامبراطوريات الظالمة. دعه يتحرّك لإيقاف الانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان ويحاسب الجناة والمعتدين. نؤمن بذلك على خطى سيدنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي تم وضعه في زنزانة وصلبه وتعذيبه، ومع ذلك انتصر وقام من بين الأموات، فرأى العالم وصدّق.
في الأسبوع الماضي، ارتكب جيش الاحتلال الاسرائيلي المزيد من المذابح في قطاع غزة، بما في ذلك استهداف نازحين فلسطينيين في مركز الأمل للأيتام، الذي تحول إلى مركز للنزوج. من المؤلم متابعة أطفال تراق دماؤهم أمام أهاليهم أو مع أهاليهم في مركز يحمل اسم "الأمل". هذا وكشف المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن 902 من العائلات الغزاوية لم تعد موجودة في السجلات المدنية نتيجة لسياسة التطهير العرقي، وأنه في 1364 حالة، نجا فرد واحد فقط من أفراد الأسرة.
يا كرسي العدل والرحمة. نعاني من الاستنزاف على عدة مستويات. نستغيث أن تخلصنا من هذه المعاناة اليومية، وأن ترفع الحصار والظلم عنا. إلى متى يا رب يواصل الجناة سياسة التطهير العرقي أمام مرأى ومسمع العالم؟ نفكر يا رب بكل فرد ارتقى من العائلات الـ 902، وبكافة الشهداء. دعنا نخلد ذكراهم ونكرمهم على أكمل وجه. كن أيضاً مع كل من يستغيث من أجل قطرة ماء أو من أجل طبيب يداويه ويصارع بين الحياة والموت. نفكر بكافة النازحين في فلسطين وفي لبنان، وبكل من يتعرض للقصف في فلسطين وسوريا ولبنان واليمن. كن معنا يا رب. امنحنا العزاء والشفاء والخلاص. يا رب السلام. نحن في أمس الحاجة إليك. أمطر على بلادنا وقلوبنا السلام.
تستمر حملة استهداف المنشآت السكنية الفلسطينية واستهداف الفلسطينيين في مواقع متنوعة. ففي الأسبوع الماضي اقتحمت القوات الإسرائيلية مخيم شعفاط للاجئين في القدس الشرقية وداهمت عشرات المتاجر. ورافق الجيشَ مفتشون من دائرة الضرائب في بلدية القدس التي تديرها إسرائيل، حيث قاموا بتفتيش تراخيص المخازن وتخريب العديد منها. كما علقوا إخطارات الهدم على عدد من المرافق.
اللهمّ المحب. عزز صمودنا في القدس الشرقية وسائر البلاد. لم نعد يا رب نحتمل الاعتداءات المتكررة على منازلنا وعائلاتنا ومنشآتنا، وسياسات التهديد المستمر وتكميم الأفواه والتهجير. نستمد منك القوة والراحة والعزاء. أيها الروح القدس، كن مع كل من يعاني في بلادنا وكل من وصل إلى درجة الإحباط والاكتئاب، وكل من يشعر بالضياع ومن تراوده الأسئلة العديدة: أين أنت يا رب؟. ليحل سلامك علينا. نردّد مرنمين ترتيلة حركة التجدد بالروح القدس: "حنانك يا رب الأكوان إليك رفعت صلاتي. أنا إن أحيا فبالإيمان يشرّف معنى حياتي. إلهي إن أدعو فمالي سِواكَ مُجيب نِدائي. وحينَ أنوءُ بأثقالي فلي بِرِضاكَ عزائي. طَرحتُ مُناي وأمالي لديكَ وكلُ رجائي. فأنتَ ملاذي ومالي إليكَ وفيكَ نجاتي".
في الأسبوع الماضي، هدمت القوات الإسرائيلية كنيسة مؤقتة بنتها عائلة قيسية على أرضها في منطقة المخرور غربيّ بيت لحم، والتي استولى عليها مستوطنون متطرفون قبل أسابيع. وقد قامت العائلة، بدعم من نشطاء السلام الفلسطينيين والإسرائيليين والدوليين، ببناء كنيسة من خشب كرمز للصمود والإيمان. ويتم استضافة الصلوات المتضامنة مع أصحاب الأرض المصادرة بشكل غير عادل. كما هدمت القوات الإسرائيلية منازل ريفية أخرى في المخرور.
قدّوس الله. قدّوس الحي. قدّوس الذي لا يموت. ارحمنا وكن مع عائلة قيسية وجميع المتضرّرين من اعتداءات منطقة المخرور. أنصرهم يا رب. ثبّت صمودهم وبارك كافة المتضامنين معهم. دعهم لا يفقدون شعلة الايمان بل لتتحول أرضهم إلى سراج نور ومرفئ للإيمان بعد أفضل. نؤمن يا رب بأنك صانع معجزات وأنك على كل شيء قدير. خلصنا يا رب وارجع لنا أراضينا.
يستضيف مركز السبيل في القدس في شهر أكتوبر وفدين. يتشكل الوفد الأول من زعماء روحيين من النشطاء السود. أما الوفد الثاني فيدور حول «جني الأمل». سيتخلل برنامج الوفدين زيارة للتجمعات المحلية التي تواجه عنف المستوطنين وهدم المنازل والاعتقال والاحتلال العسكري. وفي الأشهر القليلة الماضية، نجح تواجد مثل هذه الوفود في التعبير عن التضامن ومناصرة صمود المقدسيين وغيرهم من الفلسطينيين في البلاد. وعلى الرغم من التحديات الراهنة، يسعى مركز السبيل إلى نشر قضية الشعب الفلسطيني إلى العالم وتعزيز المناصرة معه.
نشكرك يا رب على كل خدمة لنشر كلمة الحق. اجعلنا شهوداً صادقين على هذا الواقع، وامنحنا الحكمة والنعمة كي نخدم شعبنا والإنسانية على أكمل وجه. دعنا نتحدى الأشواك والعراقيل في بلادنا بإخلاص وإيمان. علمنا حبك وبارك كافة الوفود المتضامنة معنا. دعنا جميعاً نسير على خطى الكتاب المقدس وكلمات القدّيس متى الانجيليّ البشير (25: 35 – 40): "لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي، عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي، كُنْتُ غَرِيباً فَآوَيْتُمُونِي، عُرْيَاناً فَكَسَوْتُمُونِي، مَرِيضاً فَزُرْتُمُونِي، سَجِيناً فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ! فَيَرُدُّ الصَّالِحونَ قَائِلِينَ: يَا رَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعاً فَأَطْعَمْنَاكَ، أَوْ عَطْشَاناً فَسَقَيْنَاكَ؟ ومَتَى رَأَيْنَاكَ غَرِيباً فَآوَيْنَاكَ، أَوْ عُرْيَاناً فَكَسَوْنَاكَ؟ وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضاً أَوْ سَجِيناً فَزُرْنَاكَ؟ فَيُجِيبُهُمُ الْمَلِكُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هَؤُلاءِ الصِّغَارِ، فَبِي فَعَلْتُمْ! ".
بمناسبة حلول عام على أحداث طوفان الأقصى، نظمت مجموعات أصدقاء السبيل حول العالم عدداً من الفعاليات والوقفات الاحتجاجية. على سبيل المثال، نظمت جميعة أصدقاء السبيل في أمريكا الشمالية والتحالف المسيحي الفلسطيني من أجل السلام جلسة مع إيلان بابي تحدث فيها عن الصهيونية المسيحية واللوبي الإسرائيلي. كذلك حدثت تجمعات وصلوات وتظاهرات في الخامس والسادس من أكتوبر/تشرين الأول.
اللهمّ القدير. نشكرك أنه في خضمّ الأحداث المريرة، وعلى الرغم من سياسة التضليل وتكميم الأفواه، هناك من يتضامن معنا. دعنا نؤمن بأنك معنا وأن هناك في العالم من يناصرنا، حتى لو كانت أعدادهم قليلة. فأنت من علمتنا مثل حبة الخردل التي على الرغم من صغر حجمها بإمكانها تحقيق الكثير. وسّع يا رب دائرة الحراك من أجل شعبنا وبارك جمعيات أصدقاء السبيل حول العالم، وغيرهم من النشطاء والحقوقيين والأكاديميين والسياسيين الذين يسبحون عكس التيار. نؤمن بأنك تباركهم كما تبارك شعبنا الذي يعاني من الويلات. نؤمن بما ورد عن سيدنا يسوع المسيح في إنجيل متى البشير (5: 4 – 12) " طُوبَى لِلْحَزَانَى، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ.
طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ.
طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ، لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ.
طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ.
طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ.
طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ.
طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.
طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ.
اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا، لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُمْ هكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ".
ننضم إلى مجلس الكنائس العالمي في صلواتهم من أجل بلدان بنما والسلفادور وكوستاريكا ونيكاراغوا.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment