صلاة السبيل ليتورجيا عيد الفصح بالتقويم الغربي 2024 ١
بمناسبة حلول عيد الفصح المجيد بالتقويم الغربي، تتمحور صلوات السبيل هذا الأسبوع على ليتورجيا الفصح. وتم تكريس أمسية خاصة للصلاة والتأمل في ليلة 30 أذار/مارس، تم خلالها بث رسالة حية ومباشرة ألقاها القس منذر اسحق، إضافة إلى عدد من الصلوات والكلمات التي تلاها شركاء مركز السبيل من مؤسسات متنوعة مثل: كلية بيت لحم للكتاب المقدس، المسيح أمام الحاجز، كنائس من أجل السلام في الشرق الأوسط، منظمة طريق الحرية، مبادرة مسيرات الحج من أجل غزة، حركة Global Immersion ، كايروس فلسطين، شبكة الانجيليين في الشرق الأوسط، مجموعة Red Letter Christians، ومجموعة تيلوس.
يا إله النور. نحن على يقين أن القمع يقوم على أسس باطلة، وأن العدالة قوامها الحق. نسألك أن ينكشف خداع الأنظمة والحكومات والأيديولوجيات والتفسيرات اللاهوتية القائمة على الكذب والأباطيل، والمسببة للكثير من المعاناة في بلادنا. بارك، اللهم، الصحفيين والمدافعين عن كلمة الحق في قطاع غزة، الذين يكشفون يوماً بعد آخر جرائم الاحتلال الظاهرة والخفية. هوشعنا. مبارك سيدنا يسوع المسيح الذي لم يدخل القدس على فرس الأباطرة، وإنما على أتان متواضع قريب للشعوب المقهورة. امنحنا القوة والحكمة يا رب أمام واقعنا الذي تشوبه المخاطر من كل صوب. أعطنا، يا رب، أن نواجه كل تحدياتنا الشخصية والروحية. ثبّت إيماننا وأنقذ المقهورين من جبابرة عصرنا أمثال بيلاطس البنطي والفراعنة. أيها الرب يسوع المسيح، الذي اخترت مريم البتول أمًّا لك، وأشركتها في آلامك، انظر إلى نحيب الأمهات الفلسطينيات اللواتي يبكين على أطفالهنّ الشهداء. إننا نتفهم أكثر فأكثر دموع مريم العذراء القديسة عليك. اللهم المعين، نشهد نحن الفلسطينيون صلب قطاع غزة. لا تدع الألم والحزن يقودنا إلى اليأس، بل اجعلنا مثل مريم المجدلية التي بقي قلبها متضامناً معك في آلامك
وموتك. امنحنا الشجاعة لنكون شهوداً حقيقيين بالقول والفعل. ارحمنا جميعًا يا رب، واهد الظالمين وأرشدهم إلى التوبة والاعتراف العلنيّ بآثامهم.
يا يسوع المصلوب. نتأمل في مشهد التعذيب، والسخرية، والضرب، وتجريدك من ثيابك، والصلب الذي تعرضت له. من صليبك، انظر إلينا، يا رب، وارحمنا. من أجلنا ومن أجل خلاصنا، تحملت كل هذه الآلام. يا رب، في آلامك، انظر إلى شعبنا الذي يعاني منذ أكثر من 75 عاماً، ويصرخ إليك: لا تتركنا يا رب. واليوم يزداد صراخنا وأنيننا الآن أكثر من أي وقت مضى. يا رب، أنت تعلم بما نمر به. ومن صليبك المقدس نستوحي القوة لنقاوم الشر. ونتأمل في آلامك، كما وصفها أشعيا النبي: "مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ، رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحَزَنِ، وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا، مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ.(إشعياء 53:3). وإنا نؤمن وننتظر عودتك أيها المسيح الرب.
يا إله القيامة والنور، رغم أن اليأس يحاصرنا، ورغم أننا في خضم الشعور بأننا عالقون في ليلة الجمعة الحزينة وفجر سبت النور، إلا أننا نؤمن أن القبر فارغ. وأنك قهرت الموت وقمت ممجدا. فنجد التعزية ونواصل دربنا بإيمان. يا من وطئت الموت بالموت، نعلن انتصارك على الموت، ونقاوم على خطاك مختلف الصعاب. ترشدنا كلماتك المقدسة. فأنت من قلت لنا "هلمّ" وأنت من قلت لنا «لا تخف» (متى 28:10). ان قيامتك هي بشارة للمظلومين، وانتصار الخير على شر الخطيئة. وأنت تقول لنا إن درب الأشواك مكلل بالحرية والخلاص. ساعدنا، يا رب، على أن نزرع حياة جديدة في أرضنا، وهي أرضك المقدسة، وفي هذا العالم أعطنا أن نعمل من أجل العدالة والحرية والسلام في فلسطين.
المسيح قام... حقاً قام أيها الرب يسوع المسيح، خالق الكون القدوس، "بك كان كل شيء، وبدونك لم يكن شيء ممّا كان" (يوحنا). لقد قمت من بين الأموات، وظهرت لمريم المجدلية التي ظنت أنك البستاني. املأنا بعزائك. أعطنا أن نبصر بزوغ النور وبداية جديدة، نرى فيها الخلاص من الأشواك والمظالم الكثيرة ومن جذور القمع والاضطهاد، أعطنا أن نزرع أشجار الحياة التي تثمر المحبة والعدالة. في هذه الأيام المظلمة التي نحياها، أعطنا أن نواظب على الصبر واثقين أننا، "إِنْ كُنَّا نَرْجُو مَا لَسْنَا نَنْظُرُهُ فَإِنَّنَا نَتَوَقَّعُهُ بِالصَّبْرِ" (روما 8: 25). نؤمن أنك
ستعوضنا بأيام أفضل تمسح فيها " كل دمعة من عيوننا و الموت لن يكون فيما بعد و لا يكون حزن و لا صراخ و لا وجع فيما بعد لان الامور الاولى قد مضت" (رؤيا ٢١:٤).
اللهم الذي كان، ويكون، وسوف يأتي بمجدٍ عظيم. تحنن علينا، نحن الحجارة الحية في هذه الأرض المقدسة. بلادنا في أمس الحاجة إلى القداسة وصوت الحق. ما زال مصير رعاياك في قطاع غزة مجهولاً وشائكاً محفوفًا بالمخاطر في أهوال الوضع الحالي، أعن، يا رب، شعبنا الصامد على الرغم من كل شيء. وبغض النظر عن عددنا القليل نسبيّا، وقدراتنا وظروفنا المحدودة، إنا نستمد العزاء منك ونشعر بأننا لسنا وحدنا. كن معنا يا رب. لا تدعنا نتبع أهواءنا ومشاعرنا المتقلبة، بل اجعلنا نتسلح بالإيمان الثابت والعميق الذي يثمر بالحق والصلاح. في الظروف الراهنة، ساعدنا على النضال من أجل وجودنا في وطننا، وإزالة شوائب الفساد المحدق بكنائسنا ولاهوتنا ومؤسساتنا.
المسيح قام... حقاً قام
ننضم إلى مجلس الكنائس العالمي في الصلاة من أجل أرمينيا وأذربيجان وجورجيا.
No comments:
Post a Comment