Arabic Wave of Prayer, 29th of April- 3rd of May, 2024

 

                                                                صلاة السبيل
                                                     29 نيسان/ابريل – 3 أيار/مايو

١

عثر مسعفون فلسطينيون على مقبرة جماعية فيها ٣٠٠ جثة على الأقل داخل مجمع ناصر الطبي في خان يونس بغزة، وذلك بعد انسحاب قوات الاحتلال من بعض مناطق القطاع. وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي تم اكتشاف مقبرة جماعية أخرى في مستشفى الشفاء الطبي بعد الحصار الإسرائيلي للمنطقة لمدة أسبوعين. وبلغ عدد شهداء المجازر الإسرائيلية على قطاع غزة قرابة 34000 على الأقل، أغلبهم من الأطفال والنساء (الثلثين). وتشير التقديرات إلى أن عدد الشهداء يمكن أن يكون أعلى من ذلك، حيث أن هناك العديد من الجثث العالقة تحت الأنقاض أو في مناطق يتعذر على المسعفين الوصول إليها.

 يا ينبوع الحياة الحي. نواصل الصلاة من أجل مجمع ناصر الطبي ومستشفى الشفاء. يحاصرنا كابوس المقابر الجماعية، وغير ذلك من الانتهاكات المريعة التي يمر بها أهالي قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر. يا رب، خفف كربنا. دع وجداننا حياً ونابضاً على الرغم من الصدمات المؤلمة التي تحدق بشعبنا. أظهر لنا كيف نجيّر طاقاتنا ومواهبنا لعمل الخير. أعطنا أن نتذكر أن هذه المقابر الجماعية ليست مجرد أرقام، بل هي أشخاص مثلنا، خلقوا على صورتك ومثالك، وكانوا نابضين بالحياة والمحبة والطموحات. خلّد يا رب ذكراهم. متى ترحمنا، يا رب، وتنجينا من هذا الكابوس؟.

٢

ينعى مركز السبيل، ببالغ الحزن والأسى، كل شهداء غزة، ومنهم الشابة لارا الصايغ، من قطاع غزة، البالغة من العمر 18 عاماً.  وكانت لارا في طريقها من مدينة غزة إلى رفح حين فارقت الحياة إثر اصابتها بضربة شمس وإجهاد أثناء سيرها على "الممر الآمن" في منطقة ترفض فيها قوات الاحتلال السماح بسيارات الإسعاف أو غيرها من الحافلات والمواصلات. وأصيبت والدة لارا التي كانت مرافقة لها بغيبوبة نتيجة للصدمة. كذلك تلقى مركز السبيل الخبز المؤلم بأن المبنى الذي كانت تقيم فيه عائلة صديق المركز، الدكتور يوسف الخوري، قد دُمّر بشكل جزئي إثر العدوان الإسرائيلي للقطاع. وتحتمي عائلة الخوري في كنيسة القديس بورفيريوس في شمال غزة ولذلك بقيت على قيد الحياة. 

يا ملجأ الحزانى. أنت أكثر من يعلم مقدار الألم والمعاناة التي يمر بها شعبنا. كن مع أم لارا وأهلها المكلومين، وغيرهم من ذوي الشهداء والمنكوبين. خفف عنهم. اجعل أم لارا تصل إلى بر الأمان بخير وسلامة، وتعود يوماً ما إلى قطاع غزة. نحن واثقون أن لارا في أحضان رحمتك اللامتناهية. احمِ، يا رب، ايضاً عائلة الصديق يوسف الخوري ومختلف العائلات التي تحتمي في كنيسة القديس بورفيريوس. نؤمن أنك  معنا يا رب. خفف معاناتنا. امنحنا نهاية المواساة. أعطنا أن نشعىر بقوة محبتك اللامتناهية. كن مع كافة أهالي القطاع، وخاصة كل يتيم ومكلوم وجريح. "لحق اليتيم والمنسحق، لكي لا يعود أيضا يرعبهم إنسان من الأرض" (مزمور 10: 18).

 

٣

في 29 أيار/مايو ، يحيي المسيحيون الذين يتبعون التقويم الشرقي بداية أسبوع الآلام. في كل الكنائس الشرقية. يمثل الأسبوع فترة صلاة وصوم وخشوع وخدمة كنسية، واحياء ذكرى آلام وصلب وقيامة سيدنا يسوع المسيح، بما في ذلك مراسم ظهور النور الذي يتحدى الظلمات. ويأتي العيد هذا العام وسط أجواء من الحزن والألم بسبب ما يدور في قطاع غزة، ومعاناة آلاف الشهداء والمحاصرين والمنكوبين، وتدهور الظروف الاقتصادية.

 

يا إله المستضعفين. يذكرنا أسبوع الآلام بأن المسيح جاء نوراً وقوة ومخلصاً لكافة المظلومين السالكين في متاهات الظلم والمعاناة. نوّر عقولنا وقلوبنا يا رب. أعطنا أن نتأمل في المغزى الحقيقي للأسبوع المقدس، ونتضامن مع كافة المضطهدين ونشعر بهم، ونعمل من أجل الخلاص والنور وخدمة ملكوت السماوات. اللهمّ بارك واحمِ كافة المسيحيين الذين يحيون عيد الفصح المجيد، وخاصة في قطاع غزة. نور قلوبنا بحرارة الايمان.

٤

في 28 آذار / مارس، نشر اتحاد الكنائس البروتستانتية في فرنسا وثيقتين عن الكنائس والوضع في فلسطين-إسرائيل. ويدعو الاتحاد إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية فوراً في غزة. بالإضافة إلى ذلك، يدعو الاتحاد إلى حل عادل لجميع الناس في فلسطين-إسرائيل.

أيها الإله العادل. نشكرك على مختلف الكنائس التي تسعى من أجل العدالة والسلام لجميع الشعوب. اهدِ يا رب الكنائس التي تتواطأ مع الاحتلال وتساند بشكل أو بآخر العنف وانتهاكات حقوق الانسان في بلادنا. اجعلها تقلب مواقفها وتتوب مثل شاول في طريقه إلى دمشق. أعطنا يا رب أن نواصل العمل على نهجك دون تردد حتى لو كنا نشعر احيانا بقلة الحيلة "لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا." (أفسس 2:10).

 

٥

ارتقى الأسير وليد دقة، في ٧ نيسان/ابريل، والمعروف بكونه أحد رموز نضال الحركة الوطنية والأسيرة في فلسطين، وبعمله الروائي. وكان وليد قد امضى أكثر من ٣٨ عاماً في سجون الاحتلال، ويعد من اقدم الأسرى والمعتقلبن الفلسطينيين. وفي عام 2022، تم تشخيص وليد بالسرطان. وعلى الرغم من الدعوات العديدة للإفراج العاجل عنه، رفضت إسرائيل منح وليد حقه في الرعاية الطبية اللازمة واهملت رعايته ما ادى الى وفاته. وابان مراسم تشييع جثمانه، داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلية الخيمة التي كانت أسرته تتلقى فيها التعازي، وهاجمت المعزين ومنعتهم من حضور الجنازة، كما منعت عائلته من رؤية جثمانه.

 ● اللهم يا نصير الأسرى والمظلومين.  صحيح ان بإمكان جبابرة عصرنا أن يسجنوا ويعذبوا وينكلوا ويكتموا الأصوات الحرة، إلا أنه لا يمكنهم قهر شعاع المحبة والارادة والصمود في وجداننا. اللهم كن مع زوجة الشهيد وليد وابنته وعائلته، وكل الأسرى، وخاصة كل أسير يعاني من المرض والاكتئاب والإهمال الطبي. خفف عنهم يا رب وكن مع ذويهم. أعطهم يا رب أن يروا الفرج العاجل والحرية. لتغلق السجون السياسية يا رب وليتم محاسبة مرتكبي انتهاكات حقوق الانسان.

 

٦

تدور احتجاجات حاشدة يشارك فيها طلاب وأساتذة من جامعات أمريكية متنوعة ومرموقة، مثل ييل وجامعة نيويورك وجامعة كولومبيا، تضامناً مع الشعب الفلسطيني. يأتي ذلك استجابة لمطالب الحركات الطلابية والجمعيات المناصرة لفلسطين، ويشارك فيها أيضاً أصوات يهودية داعية إلى السلام. وقامت الشرطة الأمريكية بالقبض على العديد من الطلاب المتظاهرين وتهديدهم وتعطيلهم. ودعا المتظاهرون إلى سحب الاستثمارات من الشركات التي تساند بأموالها الجيش الإسرائيلي، وقطع العلاقات الأكاديمية مع الاحتلال، وإيقاف التعاون مع الجامعات والبرامج الإسرائيلية، والدعوة إلى وقف كامل لإطلاق النار في غزة.

اللهم المحب. نؤمن أنك تدعونا للعمل من أجل الحرية والعدالة والسلام. نشكرك على الطلاب والأكاديميين البواسل الذين أقدموا على النظر ما وراء البرج العاجي وقرروا ممارسة رسالتهم الأكاديمية بأمانة. نؤمن أن العلم يتطلب أولاً وآخراً المحبة وخدمة اخوتنا في الإنسانية، ورفض الخضوع للظلم والشر والضلال. في هذه الأوقات العصيبة والمربكة . أعطنا أن نؤمن يا رب أن "مَنْ يَتَفَوَّهْ بِالْحَقِّ يُظْهِرِ الْعَدْلَ، وَالشَّاهِدُ الْكَاذِبُ يُظْهِرُ غِشًّا" ((أمثال 12:17). يا رب ، احم الصديقين وأصحاب الحق. سلحهم بالحكمة، حتى يقولوا الحق ويمارسوا العمل الصالح، ويساهموا في حماية أولئك الذين يتعرضون للاضطهاد. ليتم تحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة.

 ننضم إلى مجلس الكنائس العالمي في الصلاة من أجل أفغانستان وكازاخستان وقيرغيزستان ومنغوليا وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان.