صلاة السبيل
٢٢ – ٢٦ تموز/يوليو ٢٠٢٤
١
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه المستمر لقطاع
غزة بذخائره وأسلحته التي ترسلها وتدعمها الولايات المتحدة وغيرها، مخلفاً دماراً في
مقرات وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين في غزة، ومجاعة متزايدة ومأساة إنسانية
يصعب وصفها. ويعاني سكان القطاع من استنزاف شديد وهم يبحثون عن بر أمان أو أي باب يخرجهم
من هذا الكابوس والصدمات والهموم التي تفرض عليهم الموت منذ أشهر.
•يا اله كل متألم ومستضعف. نلجأ إلى عنايتك الالهية الرحيمة بعد أن خذلنا
كثيرون. نطرق بابك مستغيثين: متى يا رب ينتهي هذا الكابوس؟ أنت معنا، أيها المسيح المتجسد،
ولكننا لا نراك دوماً. اجعل العالم يعود عن ضلاله فيتخذ مواقف إنسانية جدية حيال
ما يدور في بلادنا من بؤس وقهر، ويسير على نهج المحبة والحق. كن يا رب مع كل من
يعاني من الدمار في قطاع غزة. أعطنا جميعاً أن نتسلح بالصمود والإيمان في وجه الطغيان،
مهما كان التحدي صعباً.
٢
في الساعات المبكرة من يوم الجمعة 19 تموز/يوليو،
شهدت مدينة تل أبيب غارات جوية أطلقتها جماعة الحوثيين في اليمن، أسفر عن مقتل شخص
وإصابة ٨ آخرين. وعلى الرغم من كشف الطائرة بدون طيار، إلا أن الجيش الإسرائيلي لم
يتمكن من اعتراضها بسبب خطأ بشري. وعقب ذلك، صرّح الحوثيون أن هذا الهجوم سيكون الأول
من نوعه إذا لم يتم الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة.
• يا رب السلام. بلادنا في أمس الحاجة إلى السلام. أمطر علينا سلاماً،
ولا تسمح للناس أن يمطرونا بقنابلهم. متى يا رب يتم تطبيق وقف إطلاق النار؟ ضقنا ذرعاً،
يا رب، مع تزايد الهموم والمخاوف والحزن لما يعانيه أهالينا في قطاع غزة، وفي
الضفة في جنين ومناطق متفرقة من البلاد. اجعل العالم يدرك أن وقف إطلاق النار سينقذ
آلاف الضحايا من الطرفين. رحمتك يا رب على كافة العائلات التي تعاني من هذه الأحداث،
وخاصة التي فقدت أحد أفرادها.
٣
في 19 يوليو/تموز، قضت محكمة العدل الدولية بأن الوجود
الإسرائيلي المستمر في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني، وبالإضافة إلى
الاحتلال، فهي تمارس الفصل العنصري. وسلّط القضاة الضوء على انتهاكات عديدة للقانون
الدولي ارتكبتها قوات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وفي حين أنه من الصعب
إلزام اسرائيل بما ورد في المحكمة، إلا أنه يؤثر بشكل كبير على الممارسات التي يرتكبها
الاحتلال من منظور قانوني، لأن هذه القرارات لها وزن باعتبارها تنبثق من أعلى سلطة
في مجال القانون الدولي.
• يا إله الحق والعدل. في الوقت الذي نعرف فيه حقيقة جرائم إسرائيل
مدة سنوات عديدة، ولطالما تحدثنا عن نظام الفصل العنصري وناضلنا لكشف هذه الأمور على
الملأ، نشعر بسعادة إثر قرار محكمة العدل الدولية. لا تسمح بأن يذبل نور الحياة في
قلوبنا، بل أعطنا نواصل التحدي والنضال من أجل العدالة والحرية والسلام. أمام المشاهد
المأساوية في غزة، أعطنا أن نواصل حراكنا من أجل العدالة، بغض النظر عن التقدم الذي
تحرزه القضية الفلسطينية في الهيئات القانونية الدولية.
٤
لا يزال المستوطنون والمسؤولون والوزراء الإسرائيليون
يدخلون باحات الحرم القدسي الشريف بطريقة عدوانية، برفقة قوات من الشرطة الإسرائيلية،
ويمارسون شعائر دينية بطريقة تتعمد استفزاز غضب الفلسطينيين. وما هو متعارف عليه ضمن
سياسة الأمر الواقع المتبعة في البلاد، من الممكن لغير المسلمين زيارة الموقع ولكن
لا يُسمح لهم بالصلاة فيه. وتعد مثل هذه الممارسات من قبل الوزراء والمسؤولين الإسرائيليين
بمثابة مساعٍ متعمدة لتجاوز وإثارة الذعر بين الفلسطينيين والسعي إلى الاستحواذ على
المكان.
• ربنا يسوع المسيح، نتذكر بكاءك على مدينة القدس. لا تزال أورشاليم/القدس
تعاني من الضغينة والتفرقة والقوات التي تعيث الفساد والفتنة وتحتمي بنوع من السلطة.
نشعر بغضب من المعايير الأخلاقية المزدوجة على المستوى العالمي. نصلي أن تتم معاملة
الجميع بالمساواة والاحترام وأن يتم صون حرية العبادة واحترام الأماكن المقدسة. ارحم
الذين يتوهمون أنهم يستطيعون فعل كل ما يريدونه دون رقيب أو حسيب. لتحل عدالتك ورحمتك
يا رب مكان الاستبداد والضلال الذي يتم ترويجه، ولتشرق علينا شمس الحرية.
٥
يستضيف مجلس كنائس الشرق الأوسط برنامجاً للدعم الروحي والنفسي من 21 إلى
26 تموز/يوليو. يهدف البرنامج إلى توفير الدعم الروحي والنفسي لرجال الدين، ومختلف
أعضاء الرعايا الذين يعملون في ظروف عنيفة وقاسية. وسيشارك في هذا البرنامج اثنا عشر
ممثلا من مركز السبيل، من بينهم موظفان.
• يا إله الشفاء وبلسم الجراح. نشكرك على جهود مجلس
كنائس الشرق الأوسط، ودعمه الروحي والنفسي للأشخاص الذين يعملون في سياق النزاع الدموي
الراهن الذي يصاحبه استنزاف على عدة أصعدة وصدمات نفسية. نطلب منك يا رب أن تبارك جميع
المشاركين الذين يحضرون هذا البرنامج وأن يثمر النشاط ويؤدي إلى نتائج على الصعيد الفردي
والاجتماعي للعاملين في مختلف المجالات والمجتمعات.
٦
في مدة الأشهر الماضية، حدثت في غزة عدة قصص مثيرة
للرعب، يصعب التصور أنها تحدث في عصرنا. أحدها مقتل محمد بهار، وهو رجل فلسطيني مصاب
بمتلازمة داون والتوحد ((Down Syndrom. جاء
ذلك بعد أن غزا جيش الاحتلال منزل محمد، وأطلقوا كلبًا إسرائيليًّا شرسًا مدرَّبًا
على القتال فانقض على محمد حتى موته. وقامت قوات الاحتلال بفصل الأسرة عمدا عن ابنهم
الشهيد، والذي تُرك وحده حتى فارق الحياة بطريقة مؤلمة. قصة محمد هي واحدة من العديد
من القصص التي تشهد على المعاناة الهائلة في قطاع غزة.
• يا إله المظلومين. في عالم يغض الطرف عن معاناة غزة،
كثيراً ما تذهب أحداث مشابهة لما جرى مع محمد في مهب الريح دون أن يلتفت إليها أحد.
نشعر أحياناً أن بعض جبابرة هذا العالم ينتقصون من إنسانيتنا ويتواطؤون في اخفاء الحقائق.
ومع ذلك، فإننا نتشبث بإيماننا، واثقين أنك مع محمد وأهله وكل من يعاني في غزة. اجعل
العالم يرى ما يحدث، ويدرك السياسات والهياكل والأيديولوجيات التي أدت إلى وفاة أشخاص
مثل محمد. قَوِّنا يا رب لمقاومة هذه الشرور. أنقذ شعب غزة من أتون نيران الاحتلال
الإسرائيلي وأعطنا أن نرى السلام والأمان.
• ننضم إلى مجلس الكنائس العالمي في صلاتهم من أجل
بلدان بوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا.
No comments:
Post a Comment