Wednesday, February 7, 2024

Arabic Wave of Prayer, 5th-9th of February, 2024

 

صلاة السبيل

٥ – ٩ شباط/فبراير



١

في ٣٠ كانون الثاني/يناير، شنت قوات اسرائيلية مستعربة ومتنكرة في زي أطباء فلسطينيين وأشخاص من عامة الشعب عملية في مستشفى ابن اسينا في جنين. قام المستعربون بإطلاق النار على ثلاثة فلسطينيين تدعى إسرائيل أنهم كانوا على صلة بحركة حماس وقتلتهم. ونفذ عمليات القتل وحدات من المستعربين أثناء نوم الفلسطينيين في المستشفى، وفقا لبيانات صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي. ومنذ السابع من أكتوبر، تشهد جنين ومدن أخرى في الضفة الغربية غارات يومية من قبل قوات الاحتلال.

اللهم العظيم. إن الأماكن التي يتم فيها رعاية المرضى والجرحى مقدسة. نستودعك أنفسنا وذواتنا كلها، ونسألك أن تحمي أماكن رعاية المرضى والجرحى. يؤلمنا أننا نحيا في عالم أصبحت فيه المستشفيات مناطق قتل وجريمة. ونتساءل إلى متى يستمر هذا الوضع. ساعدنا على تشخيص المصدر الحقيقي للقمع ومعرفة كيفية تسوية النزاع تبعاً لمبادئنا وقيمنا الإنسانية.

٢

في اليوم نفسه أصدرت محكمة العدل الدولية حكمها الأولي بشأن التهم التي وجهتها جنوب أفريقيا إلى دولة إسرائيل. هذا وتم نسب تهم موجهة من قبل إسرائيل إلى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، حيث تدعي إسرائيل أن 12 من موظفي وكالة الغوث في قطاع غزة متورطون في هجوم حماس خلال 7 أكتوبر/تشرين الأول. ورًدا على هذه الادعاءات، علقت الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وعدد من البلدان المانحة الأخرى تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. يذكر أن تعليق التمويل يهدد المساعدات الإنسانية «الطارئة» التي تقدمها وكالة الغوث في غزة.

يا إله العدل. نشعر بالخوف من الأنباء التي تفيد بأن العديد من البلدان تتوقف عن تمويل وكالة الغوث. إنها وكالة يعتمد عليها الكثير من سكان غزة للحصول على القوت اليومي والإعانة. نتذكر كلمات المسيح الذي علمنا أن «كل من يعمل للخطيئة هو عبد للخطيئة» (يوحنا 8:34). نصلي من أجل تحرير أولئك الذين قرروا تعليق الأموال التي تعيل الآلاف. ندعوك أن يتوب الظالمون عن نهج القساوة والخطيئة، ويسيروا على نهج الرحمة والعدالة.

٣

تعاني غزة من الموت والمجاعة والتشريد والأمراض والانهيار الإنساني المروع منذ أكثر من 120 يومًا. وقتل أكثر من 27.000 شخص في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وزادت الأحوال الجوية الباردة والممطرة من الظروف البائسة التي يمر بها أهالي القطاع يومًيا. وعلاوة على ذلك، ومع مرور المزيد من الوقت دون وقف إطلاق النار، تصبح أفق الأمل مسدودة أمام أهالي غزة العالقين في مراكز الإيواء. كذلك يعاني الرهائن الإسرائيليون وأهاليهم. ويمكن لوقف إطلاق النار أن يساهم في الحد من الظروف الصعبة للجميع.

يا نصير المظلومين. إلى متى تستمر المعاناة في قطاع غزة؟ نسألك أن تنصر سكان غزة وتعينهم. يا رب ليأت ملكوتك، ولتأتنا رحمتك في هذه الحرب. أعطنا أن نتحلى بشجاعة القديس اسطفانس. علمنا التوبة على غرار شاول. ألهم بصائرنا. أعطنا حرارة الإيمان القادرة على أن تحرك الجبال والصلاة من أجل وقف إطلاق النار وإحلال السلام العادل والشامل، حتى لو كان هناك امبراطوريات تقرع طبول الحرب. ثبت ايماننا وقَوِّ ثقتنا بمشيئتك.

٤

خلال الأسبوعين الماضيين، تجمع متظاهرون إسرائيليون لمنع شاحنات المساعدات من دخول غزة عند عدة معابر. ومن بين المتظاهرين أفراد عائلات أسرى تحتجزهم حركة حماس ويطالبون بالإفراج عنهم قبل عبور أي مساعدات إنسانية أخرى. ونتيجة لذلك، اضطرت مئات الشاحنات التي تحمل مساعدات منقذة للحياة إلى الالتفاف عند المعابر والدخول عبر رفح، مما أدى إلى تأخير شديد في المساعدات المنقذة للحياة.

يا ينبوع الحياة. يؤلمنا أن نرى أن هناك من أصبح قلبه عاجزاً عن الرحمة، وأصبح ممتلئاً بالقساوة، وخاصة حين يتم إظهار الطرف الآخر مرة تلو الأخرى وكأنه مجرد من إنسانيته. علمنا أن نتمالك أنفسنا ونتحرر من البغض والضغينة والرغبة في الانتقام دون تفكير. أعطنا الحكمة واشفنا من مرارة هذا الواقع المؤلم والقاسي عبر إنهاء الاحتلال، والحصار، والمجازر، والمجاعة، والرهائن ومختلف أشكال القمع. يا رب، املأ قلوب المسؤولين بالرحمة، فيجدوا طريقة لتبادل الأسرى، وتدخل الشاحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بسرعة. كن مع آلاف الناس في قطاع غزة وسط ظروفهم المريرة التي تستدعي الإغاثة الفورية.

٥

منذ أكثر من 120 يومًا، يعمل العاملون الطبيون والصحفيون وفرق الإنقاذ الفلسطينيية في ظل ظروف قاسية ومريرة، وكثيراً ما وجدوا أنفسهم بين الحياة والموت. ووفقاً للأمم المتحدة، استشهد ما لا يقل عن 300 عامل في قطاع الرعاية الصحية في قطاع غزة. يزيد ذلك عن إجمالي وفيات العاملين في القطاع الصحي في جميع البلدان في العام الماضي، وعن مجمل الوفيات في كل عام منذ عام 2016. علاوة على ذلك، ووفقًا لوسائل الإعلام الحكومية في غزة، قُتل ما لا يقل عن 100 صحفي منذ السابع من أكتوبر.

أيها الرب الرحيم ارحمنا. ارحم قطاع غزة. تعجز الكلمات عن وصف منجزات وبطولة الطواقم الطبية والصحفية وفرق الانقاذ. يرتدون الزي الطبي والصحفي، ويتحلون بهالة من القداسة وهم يكرسون الوقت والجهد من أجل الآخرين، ويخاطرون بحياتهم من أجل إنقاذ الأرواح وإظهار الحقيقة. يا رب، احم من تبقى من الطواقم الطبية والصحفية وفرق الإنقاذ التي ما زالت على قيد الحياة. ألهمنا يا رب، حيثما كنا، وبمختلف قدراتنا، وامنحنا القوة لأن نتحرر من الموت الذي يفرضه الإنسان على أخيه الإنسان.

 

٦

عمل طاقم السبيل في ظل تحديات صعبة منذ اندلاع أحداث طوفان الأقصى، فبعض أفراد فريق السبيل يغادر إلى العمل في وقت مبكر جداً كي يتسنى المرور عبر نقاط التفتيش و/أو يعاني من العنف الصادر عن الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، والبعض الآخر يتعرض للتهديدات المباشرة، وجميع أفراد أسرة السبيل متأثرون عقلياً وروحياً وجسديا أحياناً بسبب الأوضاع الحالية. يؤلمنا يا رب الوضع القائم، ويحزننا ما يمر به شعبنا يوماً بعد آخر.

يا نور الأمل والرجاء. نشكرك على كل عضو من فريق ومتطوعي مركز السبيل. ندعوك يا الله أن تحمينا في هذه الأوقات العصيبة. ألهمنا القوة والصبر حين نشعر بالضعف. امنحنا الصفاء والحكمة. أرنا الطريق حين نمر بمتاهات هذه الأزمنة المخيفة والمشوشة. ساعدنا على العمل كجسم واحد (١ كورنثوس 13: 4 - 8) فلتكن كل افعالنا قائمة على المحبة، لأن « اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا».

ننضم إلى مجلس الكنائس العالمي في الصلاة من أجل بلدان أندورا وإيطاليا ومالطة والبرتغال وسان مارينو وإسبانيا ومدينة الفاتيكان.

 

 

No comments:

Post a Comment