Thursday, March 28, 2024

Arabic Wave of Prayer, 25th-29th of March, 2024

 

صلاة السبيل

25  – 29 أذار/مارس 2024


١

الوقت يداهم قطاع غزة. تناشد الأمم المتحدة والبنك الدولي، وعدة حكومات والمنظمات والهيئات الدولية، إلى جانب الملايين حول العالم إلى الالتفات إلى وضع غزة المأساوي، وإلى المجاعة الحادة التي تحدق بأهالي القطاع نتيمن سياسة التجويع التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي. استشهد فلسطينيون من الجوع والعطش مؤخراً، منهم الكثير من الأطفال. ولا يسمح الاحتلال إلا بدخول كمية طفيفة من المساعدات إلى غزة، مما يزيد من هول المأساة الانسانية.

يا ربنا، يا رحيم، أنت ترى الكارثة الانسانية في قطاع غزة. نحن نعجز حتى عن تصورها ووصفها. هم في حالة من اليأس والنزاع، ونحن ننظر بذهول عاجزين. نسهر الليالي ونحن عاجزون أمام ما يحدث في بلادنا من انتهاكات، وأمام الكارثة التي حلت بشعبنا. ثبّت إيماننا يا رب وجدّد فينا روح المقاومة كي نواصل المشوار بثقة وثبات. نتذكر وعدك الإلهي بأنه "لَنْ يَجُوعُوا بَعْدُ، وَلَنْ يَعْطَشُوا بَعْدُ، وَلاَ تَقَعُ عَلَيْهِمِ الشَّمْسُ وَلاَ شَيْءٌ مِنَ الْحَرِّ" (رؤيا  7: 16). يا رب، ساعدنا لمواصلة دربنا وأعطنا ان نكون شهوداً على محبتك اللامتناهية في محبة وطننا.

٢

في الأسبوع الماضي، أشاد جاريد كوشنر، صهر المرشح الأمريكي دونالد ترامب، بالميناء المؤقت الجديد الذي شيدته الولايات المتحدة قبالة غزة، بحجة إيصال مزيد من المعونات الإنسانية. وأظهر القصد الصريح من بناء الميناء، وهو ترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة، وتنفيذ خطة الإبادة والترحيل. ولاحظ أيضًا العديد من العلماء والخبراء والمنظمات الدولية أن الميناء الأمريكي تم بناؤه للوصول إلى مرفأ غزة الذي تبين أنه يحتوي على حقل كبير للغاز الطبيعي.

يا نصير الفقراء والمستضعفين. نتذكر ما ورد في سفر المزامير « اَللهُ قَاضٍ عَادِلٌ، وَإِلهٌ يَسْخَطُ فِي كُلِّ يَوْمٍ. إِنْ لَمْ يَرْجِعْ يُحَدِّدْ سَيْفَهُ. مَدَّ قَوْسَهُ وَهَيَّأَهَا،» (مز. 7: 11-12). ساعدنا، يا رب، واملأ قلوبنا بالصبر والإيمان، أمام الشر الذي يحدق بشعبنا في قطاع غزة، تملأنا مشاعر الغضب بسبب الظلم الذي نتعرض له. أعطنا يا رب، أن نوجه مشاعرنا بطريقة فاعلة. قف يا رب، في وجه ظالمينا الذين اختاروا تجريد أنفسهم من الإنسانية، ونظروا إلينا وعاملونا كعقبة أمام مصالحهم الأنانية، ومارسوا في حقنا أبشع أنواع الظلم. اجعلهم يا رب، يستيقظون من سباتهم، وأنر بصائرهم لمعرفة الحق، وللعدول عن شرهم وظلمهم.

٣

في الأسبوع الماضي، احتفل الفلسطينيون بعيد الأم في 21 أذار/مارس. يكرّم هذا اليوم جميع الأمهات الفلسطينيات ويحتفل بهنّ. وفي 19 أذار/مارس، احتفل العديد من الفلسطينيين بعيد ميلاد البطريرك ميشال صبّاح، المعروف بـ «بطريرك الشعب»، والذي احتفل بعيد ميلاده الحادي والتسعين.

اللهم الكريم، يا من كنت مع مريم ويوسف في مغارة بيت لحم. نشكرك على حضور وصمود وقوة الأم الفلسطينية، التي تعاني أقسى الظروف، ومع ذلك تنتج وتربي وتعلّم، وتفكر وتقاوم وتنقل الثقافة الفلسطينية للأجيال القادمة. نقتدي بأمنا مريم العذراء التي تعرضت لظلم المجتمع، وعانت من البرد في ليلة الميلاد نفسها، ثم لجأت إلى مصر هربًا من ظلم هيرودس، ثم شاركت آلام يسوع ابنها وهو يقاوم حكام عصره، وبقيت قوية ومؤمنة أمام الشدائد. نستلهم من قوتها. وعلى خطى يوسف، نشكرك على كل أب فلسطيني فقد أمه أو زوجته الشهيدة ويعاني من الترحيل القسري. نشكرك على أنك أنعمت علينا بعطاء وقيادة وتفاني البطريرك الأب ميشال صباح، الغني عن الألقاب، والذي يعتبره الكثيرون في المجتمع الفلسطيني باعتباره أبًا روحيًّا وبطريركًا للشعب. نتذكر كلماته التي تعبّر عن الوضع الراهن: "على كل شخص، أن يتحمل مسؤولياته... فيساهم في بث النور والأمل وسط الواقع الصعب الذي نعيشه، بحضوره الخاص وخدماته المتنوعة"(صباح، الرسالة الرعوية الأولى، 1988).

٤

تحتفل الكنيسة وفقاً للطقس الغربي بأسبوع الآلام. ابتداء من أحد الشعانين إلى يوم الفصح نتحد بالصلاة والخشوع والتأمل بمسيرة سيدنا ومخلصنا يسوع المسيح، ودخوله القدس، والعشاء الأخير، ودرب صلبه، وموته وقيامته المجيدة. نفكر هذا العام بشعبنا الذي يعاني أشد الويلات، وبمرحلة آلامه المتفاقمة منذ أحداث طوفان الأقصى، وخاصة في قطاع غزة. سيقيم مركز السبيل دراسة وتأملًّا وصلاة خاصة خلال الأسبوع، يستوحي فيها، من حالة الموت في غزة، درب الصليب المعاصر الذي ينظمه.

يا أمير السلام. نتذكر أنك جئت القدس على اتان وضيع، لا على حصان الأثرياء الأبيض. نتذكر أنك وديع ومتواضع القلب. نفكر كيف قبّلك يهوذا ثم أسلمك للجنود، وأن هناك من أنكرك وأدار ظهره لك في وقت الشدة. إنا نسجد لسر آلامك وموتك، يا رب. تسجد لك صامتين، أمام استغاثتك على الصليب قائلاً: «إلهي. إلهي. لماذا تركتني؟» (متى 27: 46). ونضع أمامك موت شعبنا، الذي أدار الكثيرون ظهرهم له، وخاصة في دول الجوار، وكل أحداث غزة. ساعد العالم على أن يفهم أن صرخة الهتاف «هوشعنا»، تعني "خلصنا وأنقذنا"، ونبِّهِ المسؤولين لكي يخرجوا من صمتهم، أو لكي يكفوا عن ظلمهم، ففي أرضك المقدسة يا رب، شعب مظلوم. في أرضك المقدسة حرب في غزة وفي كل الأرض وهي تستغيث بك، وبكل الصالحين في العالم. أدخلنا، نحن وهم، يا رب، في سبت النور وفي القيامة المجيدة والحياة الجديدة التي أتيت بها الإنسانية كلها. امنح يا رب أرضك هذه المقدسة النور والحياة الجديدة.

 

٥

في الأسبوع الماضي، صدرت مشاهد مروعة من مستشفى الشفاء في قطاع غزة. حاصر الجيش الإسرائيلي المستشفى وقتل ما لا يقل عن 100 شخص، ودُمرت أجزاء كثيرة من المجمع الطبي، وتم إجبار الأشخاص الذين يحتمون بالداخل بالمغادرة، بمن فيهم مئات المرضى. زعمت إسرائيل أنها قتلت إرهابيين أثناء الهجوم. ونفت السلطات الصحية الفلسطينية والمنظمات غير الحكومية الدولية مزاعم إسرائيل بأن مقاتلي حماس موجودون في المستشفى. ولم يتم إحصاء عدد المرضى والمدنيين الآخرين بعد الذين استشهدوا في الغارة.

يا ينبوع الحياة. ينتابنا الخوف والعجز والانكسار ونحن نتابع ما يدور في قطاع غزة. نتوجه إليك. فمن لنا سواك؟ يرعبنا متابعة ما يدور في القطاع. نفكر بشعبنا المحاصر، وبكل ما يدور أيضاً خلف الكواليس. يبدو أن الإمبراطوريات اليوم والنظم التي تمارس الاضطهاد على غرار ما تم وصفه في المزامير أحَبُّوا « الشر أكثر من الخير، الكذب أكثر من التكلم بالصدق. سلاه». (مزمور ٥٢:٣). يا رب، كن مع جميع الضحايا في مستشفى الشفاء وأوقف العمليات العسكرية في المستشفيات.

٦

في 26 أذار/مارس، أقام مركز السبيل مسيرة درب الصليب المعاصر في القدس. هذا جزء من تقليد أكبر في مركز السبيل، حيث يسير الفلسطينيون والأجانب معًا في 14 محطة من محطات درب الصليب. وخلال المسيرة نتذكر معاناة سيدنا يسوع المسيح جنباً إلى جنب مع معاناة شعبنا من خلال الترانيم والصلاة. ولسوء الحظ، لن يتمكن الفلسطينيون من الضفة الغربية هذا العام من الحضور بسبب قيود الحركة.

يا يسوع المصلوب. نشكرك على مسيرتك العظيمة التي تبين لنا أن نهاية المعاناة خلاص. أعطنا أن نفهم مسيرتك بشكل يساعدنا على فهم تجاربنا التاريخية والراهنة. نحن واثقون بأنك ترى كل شيء، وجئت للدفاع عن كرامة كل إنسان، وعلمتنا في الوقت نفسه الوداعة والوقوف في وجه كل ظالم للإنسان. إننا نستوحي تعاليمك في دربنا للحرية. أعطنا أن نظل واثقين بوعودك، أقوياء بقوتك، فنواصل دربنا باتجاه العدل والحرية.

 

ننضم الى مجلس الكنائس العالمي في صلاتهم من اجل بلدان الجمهورية التشيكية وبولندا وسلوفاكيا.

No comments:

Post a Comment